السبت، 6 مارس 2010

لوكنت تملك كوب شاي مر







تخيل أنك تمتلك كوب شاي ..|~ مر !!
وأضفت لهـ شيئاً من السكر ..!
ولكن لا تحرك السكر ..؛


.............//~


فهل ستجد طعم حلاوة السكر!


||~


بالتأكيد لا..؛
‏أمعن النظر في الكأس لمدة دقيقة..؛
.../~وبعدها..!
‏تذوق الشاي ..~
‏هل حصلت ع نتيجهـ أخرى..!
هل تدقيقك بالنظر أظهر طعم آلحلاوهـ!
أذن../~! هل بأمكان التدقيق تغير آلنتيجهـ!


أعتقد لا..؛


‏ ألا تلاحظ أن الشاي ‏بدأ يبرد !
وأنت لم تذق حلاوته بعد!


||~

‏إذن || ~
محاولة أخيرة ضع يديك على رأسك ودر‏ حول ..؛
كاس الشاي وادعُ ربك أن يصبح ‏الشاي ‏حلواً ..!!


||~

كل ذلك ضرباً من جنون...!~
وقد ‏يكون سخفاً..؛


||~


‏فلن يصبح الشاي حلواً ..!
بل سيبرد ولن تشربهـ..!


.............//~وكذلك هي الحياة ... !!فهي كوب شاي مر ...؛



||~

والقدرات التي وهبك اللهـ إياها والخير الكامن ‏داخل ..؛
نفسك هو السكر ... الذي إن لم تحركه بنفسك ..؛
فلن تتذوق طعم حلاوته وإن دعوت اللهـ مكتوف الأيدي ..!
أن يجعل حياتك أفضل ..؛
فلن تكن أفضل إلا ............//~إ
ن عملت جاهداً بنفسك ...؛
.............//~‏وحركت إبداعاتك بنفسك ...
‏لذلك اعمل...!!............//~‏لتصـل../~لتنجح
.................//~لتصبح حياتك أفضــل ..؛



||~

السبت، 27 فبراير 2010

أعص الله لكن بشروط

أعص الله لكن بشروط

إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه ولكن اليك خمسة شروط!
أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم .. فقال :
يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي .. فعظني موعظة!
فقال له إبراهيم :
إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك ..
ولكن لي إليك خمسة شروط
قال الرجل :
هاتها!
قال إبراهيم :
إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!
فقال الرجل :
سبحان الله ..كيف أختفي عنه ..وهو لا تخفى عليه خافية!
فقال إبراهيم :
سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك .. فسكت الرجل ..
ثم قال :
زدني!
فقال إبراهيم :
إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه
فقال الرجل :
سبحان الله .. وأين أذهب .. وكل ما في الكون له!
فقال إبراهيم :
أما تستحي أن تعصي الله .. وتسكن فوق أرضه ؟
قال الرجل :
زدني!
فقال إبراهيم :
إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه
فقال الرجل :
سبحان الله .. وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده!
فقال إبراهيم :
أما تستحي أن تعصي الله .. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك ؟
قال الرجل :
زدني!
فقال إبراهيم :
فإذا عصيت الله .. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار ..
فلا تذهب معهم!!
فقال الرجل :
سبحان الله .. وهل لي قوة عليهم .. إنما يسوقونني سوقاً!!!!!
فقال إبراهيم :
فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها!
فقال الرجل :
سبحان الله .. فأين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون
ثم بكى الرجل .. ومضى .. وهو يقول :
أين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون!!!!!
إن كنت محبا للخير والمشاركة في الأجر والثواب
مررهذ الموضوع الي إخوانك ومحبيك.
قال صلى الله عليه وسلم : الدال على الخير كفاعله.
لحظة من فضلك!
في اللحظات القليلة التي قرأت فيها الايميل…
قد مات الكثير من الناس!!
وللأسف منهم من مات على معصية والعياذ بالله!!!!
ما يدريك لعل اسمك (( لا قدر الله )) يكون التالي في اللستة!
تــذكـــر!
ان الشخص الذي مات قبل لحظة!
قد ظن مثل ظنك و قال لنفسه…..!
(( عندي وقت !!!!! ))
((ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون))
سورة المنافقون اية 11
لن يؤخر!!!
فلا تأخر توبتك ان شاء الله!
لا إلــه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين!!
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
CLICK
وهذه تذكرة إهداء لك

الأربعاء، 24 فبراير 2010

فن الإتصال وأثره في الدعوة إلى الإسلام

فنُّ الاتصال وتأثيره في الدعوة إلى الإسلام

الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكور الليل على النهار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه الأخيار, أما بعد:
فإن فن الاتصال يعتبر من أهم عمليات الإدارة، وإذا نجح القائد أو المربي أو الداعية في الاتصال، ضمن-بإذن الله تعالى- تحقيق أهدافه وتحسين الأداء، ومع هذه الأهمية فإنه ما زالت أجهزة الاتصال ووسائلها تشوبها عيوب خطيرة, وعندما نتأمل في إسلامنا نجد أن الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- كانوا يحرصون على الاتصال ببني آدم أو بالمؤمنين ممن اتبعوهم، وكان الطغاة يخشون هذا الاتصال، ويعملون على الفتك به، إما بالتضييق على الأنبياء أو بعزل أتباعهم عن الرسل، أو بغير ذلك من الوسائل التي يتخذونها للصد عن سبيل الله.
أهمية فنِّ الاتصال في الدعوة إلى الله -تبارك وتعالى-:
1- كل رسول كان مكلفاً بتوصيل كلمات الله إلى البشر قال -تعالى-: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} سورة القصص: 51.
2- ومشركو مكة وكفارها اقترحوا على أبي طالب أن يمنع ابن أخيه محمد -صلى الله عليه وسلم- من الاتصال بأتباعه.
3- وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يترك مكاناً فيه تجمُّع أو يمر به الناس إلا ذهب إليه، ووصَّل للقوم رسالة الإسلام، وجاء الإسلام وقد تكاثرت أواصر الاتصال، وتوطدت في الصلاة والحج، حتى العطسة يعطسها المسلم تكون مناسبة للاتصال بين مسلمين المتمثل في الحمد والتشميت.
الأسس التي يعتمد عليها فنُّ الاتصال:
1- نقل المادة من المرسل إلى المستقبل المقصود.
2- استقبال المادة وتفهمها.
3- قبول المادة أو رفضها.
أي إن الاتصال هو المادة التي تنتقل من المرسل إلى المستقبل الذي يتفهمها ثم يقبلها. والمقصود بالمادة هنا: هي المعلومات والحقائق المتعلقة بالموقف أو تحقيق الهدف. وهي أيضاً: الأفكار والمقترحات والخبرات.
المادةُ.......... َتنتقل ......... ُتفهم ........... ُتقبل .
مهارات فنِّ الاتصال:
1- المبادرة: ونعني بها القدرة على بدء الاتصال حين تظهر المشكلات، إرسال المعلومات، ضمان التعاون ، التجاوب.
2- السرعة: ونعني بها القدرة على المبادرة بالاتصال؛ لأنها تعمل على انهيار الروتين القاتل.
3- المثابرة: ونعني بها القدرة على العودة إلى نفس الأشخاص وإثارة القضايا المرفوضة قبلاً؛ بهدف الإقناع والتوصل إلى حلول.
4- المرونة: ونعني بها القدرة على تطويع النمط الشخصي للأخذ والعطاء مع نمط الآخرين, ليعبروا عن رأيهم في حرية, مع مراعاة ضوابط الشرع الحنيف.
5- السيطرة: ونعني بها القدرة على مواصلة الحديث, رغم مقاطعة الآخرين؛ بهدف عرض الأفكار والآراء, والحصول على إصغاء ملائم ينفع الغالب من الناس.
6- الحد الأدنى من الإجهاد: ونعني به القدرة على الاحتفاظ بالطاقات التفاعلية، رغم كسل الآخرين أو محاولات الضغط والسيطرة.
عوامل نجاح فنِّ الاتصال:
1- سهولة الاتصال بين القائد والأفراد.
2- استخدام الطرق الجماعية والفردية في الإشراف على الآخرين.
3- الولاء المتبادل والحب بين الأفراد والعاملين.
1
نماذج من مواقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فن الاتصال بالناس:
لقد بدأ -صلى الله عليه وسلم- يعرض دعوته على ألصق الناس به، وأهل بيته، وأصدقائه ومن توسم فيهم خيراً ممن يعرفهم ويعرفونه، يعرفهم بحب الخير والحق ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جمع عرفوا بالسابقين الأولين, ونشط أبو بكر الصديق في دعوة رجال كان لهم أثر عظيم في الإسلام، ثم دخل الناس في دين الله واحداً تلو الآخر، حتى فشا الإسلام في مكة وتحدث به، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجتمع بهم ويعلمهم ويرشدهم مختفياً.
ولقد بلغ المسلمون عدداً يقرب الأربعين رجلاً، وما زالت الدعوة سراً لم يجهر بها، وكان من الضروري أن يجتمع بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على شكل جماعات يرشدهم ويعلمهم، وقد اختيرت دار الأرقم بن أبي الأرقم فكان يلتقي بهم على شكل أُسر يعلمهم أمور دينهم. وهكذا مرت ثلاث سنين والدعوة لم تزل سرية وفردية، ثم بعد ذلك انتقلت الدعوة إلى الجهر بها في مكة.
موقفه الحكيم في صعوده على الصفا ونداؤه العام:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما نزلت: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} سورة الشعراء: 214، صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصفا فجعل ينادي: (يا بني فهر، يا بني عدي) لبطون قريش، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟!) قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً. قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). قال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم! ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.
2
ثم استمر -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى الله -تعالى- ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، لا يصرفه عن ذلك صارف، ولا يرده عن ذلك راد، استمر يتتبع الناس في أنديتهم ومجامعهم ومحافلهم، وفي المواسم ومواقف الحج، يدعو من لقيه من حُرٍّ وعبد، وقوي وضعيف، وغني وفقير، جميع الخلق عنده في ذلك سواء.
ويتجلى هذا الأسلوب أيضاً:
في دعوته في العهد المدني حتى توفاه الله- عز وجل-:
فقد أوتي -صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم وجوامع الحكمة، فكان يأتي الناس كلٌ على حسبه في الترغيب في الإسلام والتحذير من ضده.
3
وكذلك ينبغي أن يكون الدعاة بعده -صلى الله عليه وسلم- يستنون بسنته في دعوة الناس إلى الإسلام، مستخدمين في ذلك الأساليب المناسبة ومنها: فن الاتصال بالمدعوين.
والله الموفق لكل خير, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المروءة

المروءة
الحمد لله الوهَّاب الرزَّاق، والصلاة والسلام على من بُعِثَ لإتمام مكارِم الأخلاق، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعهم بإحسان إلى يوم التلاق. أما بعد:
فإن المروءةَ خَلَّةٌ كريمة، وخَصْلَةٌ شريفة، تَجْري في مُنْشئات الأدباء، ويُتَحَدَّثُ عنها في علوم الشريعة والأدب والأخلاق.
ولقد عُرِّفت المروءةُ بتعريفات عديدة لا تكاد تحصر، ولا تنافي بين أكثر تلك التعريفات؛ فالاختلاف فيها لفظي، ومن باب اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد، وأكثر تلك التعريفات إنما هو من قبيل التعريف بالمثال وببعض الأفراد.
فمما قيل في تعريف المروءة ما يلي:
1- هي كمال الرجولية.
2- هي صيانةُ النفس عن كل خُلُقٍ رديء.
3- وقال الأحنف بن قيس: المروءة العفة والحرفة.
4- وقال ميمون بن ميمون: أول المروءة: طلاقةُ الوجهِ، والثاني: التودُّدُ، والثالث: قضاء الحوائج .
5- وقال ابن هبيرة: المروءة إصلاح المال، والرَّزانة في المجلس.
6- وقيل: مروءة الرجل صدقُ لسانه، واحتمال عثرات جيرانه، وبذل المعروف لأهل زمانه، وكفُّه الأذى عن أباعده وجيرانه.
7- وقيل: المروءةُ إنصاف الرجلِ مَنْ هو دونه، والسُّمُوُّ إلى مَنْ هو فوقه، والجزاءُ بما أوتي إليه.
8- وقيل: المروءةُ إذا أُعْطِيتَ شكرتَ، وإذا ابتليت صبرت، وإذا قدرت غفرت، وإذا وعدت أنجزت
9- وقيل: المروءة حسن العشرة، وحفظ الفرج، واللسان، وترك ما يعاب به.
10- وقيل: هي ألا يأتي الإنسان ما يُعْتَذَر منه مما يحط مرتبته عند أهل الفضل.
11- وقال أبو العميثل أبياتاً جمعت خلالَ المكارمِ، وموجباتِ السؤدد، وتفاريق المروءة، قال فيها:
فاصدقْ و عَفَّ وبِرَّ وارفقْ واتئِدْ * واْحْلِمْ ودارِ وكافِ واصبر واشْجَعِوالطف ولِن وتأنَّ وانْصُرْ واحتملْ * واحْزِمْ وجِدَّ وحامِ واحملْ وادفعِهذا الطريق إلى المكارم مهيعاً * فاسلك فقد أبصرت قصد المهع
12- وقال بهرام بن بهرام : المروءة اسم جامع للمحاسن كلها .
13- وسئل عبد الله الفارسي عنها فقال: التَّألُّفُ، والتَّظَرُّف، والتَّنَظُّفُ، وترك التكلف
14- وقال الشربيني: أحسن ما قيل في تفسير المروءة أنها تخلُّقُ المرء بأخلاق أمثاله من أبناء عصره ممن يراعي مناهج الشرع وآدابه في زمانه ومكانه 15- و قال ابن سلاَّم: ما من شيء يحمل على صلاح الدين والدنيا، ويبعث على شرف الممات والمحيا إلا وهو داخل تحت المروءة.
هذا بعض ما قيل في المروءة، ولا خلاف بين من تحدثوا عنها أن هناك آداباً لا يعلو مقام الرجل في المروءة إلا بالمحافظة عليها.
وبين أيدينا منابع للمروءة عذبة صافية هي: الكتاب الحكيم، والسنة المطهرة، وآثار العظماء من سلفنا الصالح، وما أثر عن الحكماء وأهل المروءات. من مقومات المروءة وآدابها:
إليك أيها القارئ الكريم جملةً من الآداب التي يزداد بها معنى المروءة وضوحاً، وترتفع منزلة القائم بها درجات.
1- أن يكون المرء ذا أناةٍ و تُؤَدَةٍ، فلا يبدو في حركته اضطراب أو عجلة، كأن يكثر الالتفات، أو يعجل في مشيته عجلةً خارجة عن حد الاعتدال، أما السرعةُ بمعنى عدمِ التباطؤ فدليل الحزم، ومن مقومات المروءة.
2- حسن البيان، وجمال المنطق، والترسل في الكلام.
3- حفظ اللسان عن أعراض الناس، وعن ساقط القول ومرذوله.
وحذار من سفهٍ يشينك iiوصفه * إن السفاه بذي المروءة زاري
4- ملاقاة الناس بوجه طلق، ولسان رطب دون بحث عما تكنه صدورهم، وتنطوي عليه سرائرهم.
كان الحسن بن سهل يقول: المروءة والشرف في البِشْر، ولا يصلح للصَّدْر إلا واسع الصدر.
5- الإصغاء لمن يتحدث، ولو كان حديثه مكروراً معلوماً؛ فإن ذلك يغري بمحبة من يصغي، ويشعر المتحدث بقيمته، وإلى هذا المعنى الجميل يشير أبو تمام في قوله :
من لي بإنسان إذا iiأغضبته * وجهلت كان الحلم ردَّ جوابهوتراه يصغي للحديث iiبقلبه * وبسمعه ولعله أدرى iiبه
6- الصراحة، والترفع عن النفاق والمواربة؛ فلا يبدي لشخص مودة وهو يحمل له العداوة، ولا يشهد له باستقامة السيرة وهو يراه منحرفاً عن سواء السبيل.
فسري كإعلاني وتلك iiسجيتي * وظلمة ليلي مثل ضوء نهاريا
والمراد أن صاحب المروءة لا يتخذ الملق والرياء عادة له، أما إذا اقتضت الحكمةُ إخفاء بعضِ ما يضمر من نحو الصداقة والعداوة – فإن ذلك من مكملات المروءة.
7- ألا تطيش به الولاية في زهو، ولا ينزل به العزل في حسرة.
8- ضبط النفس عند هيجان الغضب، أو دهشة الفرح.
9- الوقوف موقف الاعتدال في السراء والضراء، قال البعيث:
ولست بمفراح إذا الدهر سرني * ولا جازع من صرفه iiالمتقلب
وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي :
قد عشت في الدهر أطواراً على طرقٍ * شتى فصادفت منها اللِّيْنَ والبشعاكلاً بلوت فلا النعماءُ iiتُبْطِرني * ولا تخشعت من لأوائها iiجزعالا يملأ الهولُ قلبي قبل وقعته * ولا أضيق به ذرعاً إذا iiوقعا
10- إكرام الضيف، والتَّطَلُّقُ له، والقيام على خدمته، وألا يكلف المرء زائريه بأي عمل ولو قلَّ، كأن يطلب من ضيفه أن يناوله كتاباً، أو كأساً أو نحو ذلك، خصوصاً إذا كان الضيف غريباً، أو ليس ممن ترفع معه الكلفة، قال عمر بن عبد العزيز : " ليس من المروءة استخدام الضيف ".
11- المروءة تنادي صاحبها أن يسود مجلسه الجدُّ، والحكمة، وألا يسوده إسفاف في مزاح، أو إسراف فيه .
12- ألا يفعل المرء في السر ما يستحيي منه في العلانية، مما يخل بالمروءة، ويزري بصاحبها.
13- لزوم الحياء.
14- صدق اللهجة.
15- حفظ الأسرار.
16- العدل والإنصاف.
17- العفة عما في أيدي الناس.
18- الغيرة على الدين و المحارم.
19- كبر النفس وعلو الهمة، والترفع عن الدنايا ومحقرات الأمور.
20- الوفاء للإخوان.
21- قضاء حوائج الناس.
22- التودد إليهم والحرص على إدخال السرور على نفوسهم.
23- لزوم التواضع.
24- تحمل ضيق العيش .
25- تجنب إظهار الشكوى من حوادث الدهر إلا عند تقاضي الحقوق، ومن أحكم ما قالته العرب:
ولربما ابتسم الكريم من الأذى * وفؤاده من حَرِّهِ iiيتأوه
26- تَجَنُّبُ المنةِ وتعدادِ الأيادي إلا في مواضع العتاب، والاعتذار لا لإظهار المنة، وإنما للتذكير بالود السالف .
27- الحذر من إيذاء الآخرين، أو جرح مشاعرهم بقول، أو فعل، أو إشارة.
28- الشوق للإخوان، والحنين للأوطان، والبكاء على ما مضى من الزمان؛ قال ابن عبد البر -رحمه الله-: " قيل لبعض الحكماء: بأي شيء يعرف وفاء الرجال دون تجربة أو اختبار؟ قال: بحنينه إلى أوطانه، وتلهفه على ما مضى من زمانه "
وقال -رحمه الله-: " عن الأصمعي قال: قال أعرابي: إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل، ودوام عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه"
29- البر والصلة للوالدين والأرحام.
30- مقابلة الإساءة بالإحسان.
31- قبول المعاذير من المعتذرين.
32- السخاء في كافة صوره، من سخاء بالنفس، أو العلم، أو المال، أو الجاه، أو الخدمة، أو السخاوة عما في أيدي الناس، أو السخاء بالعفو، ونحو ذلك من أنواع السخاء.
33- صيانة العرض، والبعد عن مواطن الريب والسخرية.
34- الإعراض عن الجاهلين.
35- التغاضي.
36- السماحة بالبيع والشراء من غير ضعف ولا عجز.
37- الإتحاف بالهدايا.
38- الحلم وكظم الغيظ.
39- إنزال الناس منازلهم.
40- قلة الخلاف على الأصحاب خصوصاً في السفر.
41- نشر الجميل، وستر القبيح عمن تفارقهم.
42- نظافة البدن.
43- طيب الرائحة.
44- العناية بالمظهر بلا إسراف ولا مخيلة.
45- قبول النقد الهادف والنصيحة الصادقة بقبول حسن وصدر رحب.
46- تجنب الفضول من الطعام، والكلام، والمنام، ومخالطة الأنام.
47- مراعاة العادات والأعراف ما لم تخالف الشرع.
48- مراعاة أدب الغربة.
49- مجالسة أهل المروءات.
50- استكثار القليل من معروف الآخرين، يقول سفيان الثوري -رحمه الله- : " إني لأُريدُ شربَ الماءِ ؛ فيسبقني الرجل إلى الشربة، فيسقينيها، فكأنما دَقَّ ضلعاً من أضلاعي ؛ لا أقدر على مكافأته ".
51- نسيان الإنسان معروفه، واستقلاله إذا قدمه للآخرين.
52- القيام بحقوق الجيران من كف الأذى عنهم، واحتمال أذاهم، وحمايتهم، ونصرتهم، والإحسان إليهم، وإكرامهم
53- التقوى؛ فهي جماع المروءة، وأولها، وآخرها، وواسطة عقدها .
لذة المروءة وفضلها:
وإذا كانت المروءة تقتضي الإعراض عن كثير من اللذات – فإن المروءة نفسَها لذةٌ تفوق كل لذة في هذه الحياة، وإن كان في حفظ المروءة ملاقاةُ كثيرٍ من المشاق فإن راحة الضمير التي يجدها الرجل عندما يبلغ في المروءة غايةً ساميةً تُنسيه كلَّ مشقة، ولا يبقى معها للتعب باقية، وإذا نظرنا في تفاصيل الأخلاق والآداب التي تقوم المروءة على رعايتها وجدناها تبعث على إجلال صاحبها، وامتلاء العين بمهابته.
التربية على المروءة:
وبعد أن تبين لنا كيف انتضمت المروءة أخلاقاً سنيةً، وآداباً مضيئةً، وعرفنا أن رسوخ هذه الأخلاق، والآداب في النفس يحتاج إلى صبر، ومجاهدة، ودقة ملاحظة، وسلامة ذوق – فإنه حقيق بنا أن نربي أنفسنا على رعايتها، ونربي أولادنا، ومن تحت أيدينا على ذلك الخلق منذ عهد التمييز حتى لا تسبق إليهم أخلاق غير نقية، وعادات غير رضية، فتحول بينهم وبين الفضائل، فلا تجد المروءة إلى نفوسهم مدخلاً.
وإذا ربَّيناهم على خلق المروءة حمدوا أُبُوَّتنا، وحسنَ تربيتنا، وكانوا قرةَ عينٍ لنا، وأسوة لأحفادنا، وزينة لأمتنا، وبذلك يفوزون بالعزة في الدنيا، والسعادة في الآخرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

فن التعامل مع الناس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فلما كانت الدعوة إلى الله عز وجل تحتاج من الداعية حسن التعامل والسياسة مع من يتعامل معه؛ لذلك اعتنت المؤسسات التربوية بهذا الموضوع وقدمته للمنتمين إليها, تحت عنوانين عدة تندرج ضمن هذا الموضوع , وكان أصل هذا الموضوع دورة ألقيت على مجموعة من الطلاب .
وكان من فضل الله علي أن يسر لي نسخة من مادة الدورة فقمت بكتابتها والإضافة عليها وترتيبها أسأل الله أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم. إنه جواد كريم.وبعد:
فإن موضوع فن التعامل مع الإنسان - كبيرٌ جداً - تعتني به كل الشعوب في العالم ومن بينها الشعوب الإسلامية
ولدى الغربيين معاهد خاصةٌ يُدرَّسُ فيها ما يسمى بالمهارات الاجتماعية. كيف يتحدث الإنسان؟ كيف يكسب الثقة بنفسه؟ كيف يكون لبِقاً في الحديث مع الناس؟. والإسلام فيه الكثير من كنوز الآداب ,ومنها آداب التعامل ,وقد أُعطينا القدوة من الأنبياء وخاتمهم رسول الله عليهم الصلاة والسلام جميعاً.
ولكن المسلمين لم يستطيعوا أن يستفيدوا منها ولم يتجاوزوا حتى الآن مرحلة التنظير (مرحلة الفكر) يقال: من آداب الصحبة كذا, ومن آداب العشرة كذا, ومن آداب الحديث كذا. وقليلٌ من الناس من يتدرب ويُدرِّب قومه. فليس هناك تدريبٌ عملي إلا نادراً فالقالب هو التعليم وليس التربية, والتدريب العملي هو المطلوب (1) .وهو محور الكلام في هذا البحث:
عناصر البحث:
· اختلاف الطباع وأساليب التعامل .
· التعامل مع الإنسان .
· الدوافع التي تحرك المسلم إلى حسن التعامل .
· قواعد ثابتة في التعامل .
· الطُعم المناسب هو الذي يصطاد السمك.
· كيف تكسب الآخرين وتؤثر في الناس ؟ (أساليب التعامل).
· خاتمة.

أولاً:اختلاف الطباع وأساليب التعامل:
الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفوا الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن أبي هريرة t عن النبي r قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" (2).
وعن أبي موسى الأشعري t أن الرسول r قال:"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب" (3).
وتمثل بعض الشعراء بهذا المعنى, فقال:
الناس كالأرض ومنها هُُمُ *** فمن خَشنِ الطبع ومن ليِّنِ
فجنـدلٌ تدمـى بـه أرجـلٌ *** وإثـمدٌ يـُوضـع في الأعـينِ
ويُعلم بداهةً أن معاملة هذه الاختلافات معاملةً واحدةً لا يستقيم. فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسُنُ مع هذا لا يجمل مع غيره. لذا قيل:(خاطبوا الناس على قدر عقولهم ).
فكان شأنه r في تربية أصحابه وتعليمهم أن يراعي أحوال من يتعامل معهم وينزل الناس منازلهم.ففي فتح مكة أمر الرسول r المنادي أن يعلن في الناس أن من دخل المسجد الحرام فهو آمن, ومن دخل بيته فهو آمن, ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن..., ألا ترى أن دار أبي سفيان لم يكن لها ما يميزها عن دُور أهل مكة, وأن دخول هذه الدار أو غيرها سيّان ؟.
ومنها توزيعه r بعض أموال الغنائم والفيء على أناسٍ دون أناس.وكذلك تقسيمه الأعمال والمهام على أصحابه كُلٌّ بحسبه، فما أوكل إلى حسان غير ما أوكل إلى معاذ ويصح ذلك مع أبي بكر وعمر و صهيب وخالد وبقية الصإابة رضي الله تعالى عنهم ؃جمعين.
إنها المعرفة بنɁسيات الناس وما يطيقـن وما يحبون ,ومعرفة الدخول إلى قلوبهم (4) .
ثانياً:التعامل مع الإنسان:
الإنسان كما هو معلومٌ مكونٌ من عدة قضايا ,فهو ليس آلةً من الآلات, وإقما هو إنسانٌ بروحه وجسمه وعقله ومشاعره وهو محتاجٌ لتغذية هذه الأمور كلها .وبعض†الناس يخطئون عندما يتعاملون مع الؤنسان في الجانب الدعوي مثلاً: إذ يتعاملون مع الفكر فقط أو الفعل فقط دون أن يهتموا بمشاعر الإنسان الذي يتعاملو؆ معه. كأصحاب المصانع الذين يتعاملون مع الجسم: كم ينتج ؞ كم ساعة يعمل ؟, ويهملون جانب الفكر وجانب العقل وجانب المؔاعر.
كثيرٌ من الناس يهملون جوانب وقزايا من قضايا التعامل مع الإنسان, ولكن لابد من التركيز علي؇ا كاملةً حآى يكون التعامل مع الإنسان شاملاًومؤثراً. هذا التعامل الذي أكتب عنه يختلف الأثر الناتج عنه بحسب محتوى الكلام, أو طريقة الكلام, أو السلوك المصاحب للكلام, فقد يقول إنسانٌ كلاماً معيناً تحس منه أن هذا الإنسان يقوله من قلبه, وآخر يقول الكلام نفسه غير أنك تحس أنه يقوله من فمه . شخصٌ يقول: جزاك الله خيراً. وثانٍ يقول: الله يجزيك الخير (5). وثالثٌ يقول: جزاك الله خيراً (6).
فستشعر أن الثاني والثالث يقولان الكلمة من قلبيهما, وهذا يحتاج إلى تدريبٍ و إلى ممارسةٍ, فإنسان يكلمك وهو ينظر إليك فـهو
يحترمك ويقدرك, فهذا يختلف عن إنسانٍ يكلمك وهو ينظر إلى ورقة أمامه أو إلى مكان آخر, حتى إذا سكت عن الحوار قال لك:تفضل أكمل وهو ينظر إلى الأرض مثلاً. إن هذا غير مهتمٍ بك.
تلك أمثلةٌ متعلقةٌ بالسلوك المصاحب للكلام (7).
وهناك أمثلةٌ تتعلق بمحتوى الكلام أو طريقته أو كيفية التعامل العملي مع الناس تأتي ـ إن شاء الله ـ ضمن البحث والمهم أن يتم التدريب العملي على كيفية التعامل.
ثالثاً:الدوافع التي تُحرِّك المسلم إلى حُسنِ التعامل:
أولاً: أن يكون من خير الناس أو خيرهم:
فالمسلم يبحث عن رضا الله ومحبته, وأن تتحقق الخيرية في نفسه ويكون من خير الناس أو خيرهم.يقول الرسول r :"خير الناس أحسنهم خُلُقاً" (8) فالمسلم لا يحسن خلقه ليكسب مصلحة,إنما لكسب رضا الله عز وجل, وهنا تستمر الأخلاق سواءاً رضي الناس أم لم يرضوا , تحسنت العلاقة أم لم تتحسن , كسب الود أم لم يكسب ,فالأجر ثابتٌ على أيَّة حالٍ, وهذا هو ضمان الاستمرارية. ويقول r :" إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار " (9) ,ويقول الرسول r :"الفؤمن يألف ويؤلف ولاخير فيمن لا يألف ولا يؤلف , وخير الناس أنفعهم للناس " (10) .
ثانياك: الأخلاق الةسنة مأمورٌ بها :
إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نلتزم الحكمة في التعامل مع الناس وهذا عينُ العقل. يقول الله عز وؤل: "ادع إلى أبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن رب؃ هو ☣علم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بئلمهتدين ".
والموعظة الحسنة هي مЭتوى الكلام الذي يدعو إلى شيء طيب .
وقد وصف الله تعالى رسوله r بأنه ليِّن الجانب, وهو إن لم يكن كذلك لخسر الناس ولانفضوا من حوله وهم الصحابة y وهو الرسولr ,فلف يقل r من أراد فليأت ,ومن لم يرد فلا يهمنا أمره,إنما كان حريصإً عليهم. يقول آعالى:"فبما رحمةٍ من اللم لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك". أي لو كنت يامحمد يا رسول الله فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك "فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " فإن لن وسائل المعاملة الحسنة: أن تعفو عنهم, وتستزفر لهم. أي: أن تتجاوآ عن الآخطاء وتغض الطرف عنها وتستغفر لهم. فتلك шسيلةٌ من وسائل تشجيعهم وتنمية السلوك الطيب فيهم. وتشاورهم في الأمر أي: تحترم رأيهم وتقدرهم وتعطيهم شيئاً من القيمة عندما تتعامل معهم, فما أسهل الناس وأنت تشاورهم, وما أقربهم منك وأنت تقدرهم. يقول ميمون بن مهران:"التودد إلى الناس نصف العقل " فالذي يتواد إلى الناس يعتبر مسلكه ؇ذا نصف العقل ولكن بشرط أن يكون ودوداً وعاقلاً (11).
رابعاً:قواعد ثابتة في التعامل:
هناك قواعد تابتةٌ ومشتركةٌ بين كل شعوب العالم وهي تنطلق من الفطرة, يستوي التعامل فيها مع المسلم وغيره . لنتعلم هذه القواعد أو بعضها حتى نمارسها عملياً وقد تمتد تلك الممارسة إلى سنواتٍ حتى نتخلص من طبع سيءٍ يكرهه الناس, أو نكتسب طبعاً طيباً يحبه الناس فمن هذه القواعد المشتركة:
1ـ أن حديثنا وموضوعنا عن التعامل مع الأسوياء من الناس, أما الشواذ فتكون لهم معالجة فردية. فالسويُّ من إذا أكرمته عرف المعروف, والشاذ من يتمرد إذا أنت أكرمته.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
2ـ تختلف طريقة التعامل تبعاً لاختلاف العلاقة: الوالد مع ولده, الزوج مع زوجته, الرئيس مع مرؤوسه, والعكس.
3ـ أن التعامل يتغير باختلاف الأفهام والعقول. فالرجل الذكي الفاهم الواعي تختلف طريقة تعامله عن الشخص الآخر المحدود العقل المحدود الفهم المحدود العلم, فالحديث معه يكون مناسباً لطبيعته وقدرته على الفهم.
4ـ يختلف أسلوب التعامل أيضا باختلاف الشخصية. فطريقة التعامل من شخص شكَّاكٍ وحسَّاسٍ تختلف عنها مع شخصٍ سويٍّ, فالطريقة تختلف باختلاف الشخصيات والصفات التي تكون بارزةً فيهم.
خامساً: الطُعم المناسب هو الذي يصطاد السمك:
يقول المؤلف دايل كارنيجي:"من هواياتي أن اصطاد السمك, وبمقدوري أن أجعل الطُعم الذي أثبته في السنارة أفخر أنواع الأطعمة, لكني أفضل استعمالي طعوم الديدان على الدوام, ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة, فالسمك هو الذي سيلتهم الطُعم... وهو يفضل الديدان فإذا أردت اصطياده قدَّمت له مايرغب فيه .
والآن . لماذا لا نجرب الطُعُومَ مع الناس ؟
لقد سئل لويد جورج السياسي البريطاني الداهية, عما أبقاه في دفَّة الحكم مع أن معاصريه من رجال الدول الأوربية الأخرى لم يستطيعوا الصمود مثله, فقال: ( إنني أُلائم بين ما أضعه في السنارة وبين نوع السمك ).
والواقع أن "الطُعم" هذا مهمٌ للغاية... ذلك أن علاقتك مع الآخرين تُهمهم أيضا بقدر ما تهمك أنت, فحين تتحدث إليهم حاول أن تنظر بعيونهم, وتعبر عما في نفسك من زاويتهم وبمعنى آخر أبدِ لهم اهتمامك بهم , أكثر من اهتمامك بمصلحتك الشخصية, اجعلهم يتحمسون لما تريد منهم أن يفعلوه عن طريق اتخاذ الموقف من جانبهم " (12) .
سادساً:أساليب التعامل مع الناس :
في هذا العنصر أتطرق إلى بعض القضايا التي يحبها الناس وبعض القضايا التي يكرهونها, وتؤثر فيهم سلباً و إيجاباً وهذه الأساليب تجارب ناجحةٌ, لأن قدوتنا فيها هو نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام . وهذه الأساليب لها شواهد من السنة ومن الواقع المُجرَّب أذكر منها مايناسب, فمنها:
1ـالناس يكرهون النصيحة في العلن :
لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس, لأن كل الناس يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم, كل الناس مسلمهم وكافرهم. ولكن أخذ الفرد ونصحه على انفراد أدعى للقبول وأدعى لفهم المسألة

2ـ لا تلُم أحداً عساكَ ألاّ تُلام ( لا تُكثر من لوم الناس ):
الناس يكرهون من يؤنب ويوبّخ في غير محل التأنيب ومن غير تأنٍ ودون السؤال والاستفسار, بل من الخطأ أن يتمادى الإنسان في التأنيب بعد أن يعتذر صاحبه ومن يتحدث معه فالناس جميعاً ومنهم نحن عاطفيون أولاً, ثم أصحاب منطقٍ وعقولٍ في الدرجة الثانية . إن لنا نفوساً ذات مشاعر وأهواء, وهي تريد من الآخرين أن يحترموها كما هي. فلماذا تحاول مناقضة نفوس الآخرين, بينما تعرف أن نفوسنا من نفس النوع ؟ إن اللوم والتأنيب مُرُّ المذاق ثقيلٌ على النفس البشرية فحاول تجنبه حتى تكسب حُبَّ غيرك.
3ـ من الحكمة أن تُسلم بخطئك حين تخطيء:
إن الاعتراف بالخطأ يزيل التحامل الذي يمكن أن يتولد في صدر الخصم أولاً,
ومن ثم يخفف أثر الخطأ ثانياً...فحين ترى أنك على خطأٍ اعمد إلى التسليم به, وهو كفيلٌ بأن يجعل الخصم يقف منك موقف الرحيم السريع العفو, وعلى العكس من ذلك إذا أصررت على الدفاع عن خطئك. وقديماً قيل :"المقر بذنبه كمن لا ذنب له".


4ـ إيَّاك والأنا :
الناس يكرهون دائماً من ينسب الفضل لنفسه, فإذا حدث إخفاقٌ ألقى بالتبعة على الآخرين وإذا حدث نجاحٌ نسبه لنفسه.جاء في بحثٍ إحصائيٍ قامت به مصلحة التليفونات في نيويورك: أنَّ كلمة (أنا) هي أكثر كلمةٍ ترِّن بها أسلاك شبكتها التليفونية. ومعنى ذلك أن اهتمام الناس كُلٌّ بنفسه, هو الصفة المسيطرة على البشر, فإذا كنت تهتم بنفسك أولاً, ولا تحاول اجتذاب الآخرين بالاهتمام بهم, فكيف تنتظر منهم أن يهتموا بك إذن؟.
5 ـ لا تُركِّز على السلبيات دون الحسنات:
خذ مثالاً: علاقة المرأة المسلمة بزوجها المسلم, والتي يمكن أن يُعممَ مغزاها في كل قضايا التعامل، يقول r:"لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" (13). فما أحدٌ يسلم من العيوب فلا زوجة بلا عيوب, ولا صديق بلا عيوب, ولا رئيس ولا مرؤوس, يقول سعيد بن المسيب:"ليس من شريفٍ ولا عالمٍ ولا ذي فضلٍ إلا فيه عيب, ولكن من الناس من لاينبغي أن تُذكر عيوبه " فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله, ولاتذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم.
وكم من الناس ننقدهم فإذا رأينا غيرهم حمدناهم.
بكيت من عمروٍ فلما تركته *** وجربت أقواماً بكيت على عمرو
والرسول r يعطينا المثل فيذكِّرُ بفضل الأنصار, لأن البشر بطبعهم ينسون الحسنات. فقد أخرج البخاري قولهr:"أوصيكم الأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (يعني بطانتي وخاصتي ), فقد قضوا الذي عليهم (يقصد أنهم وفوا بما تعهدوا به في بيعة العقبة), وبقي الذي لهم ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " (14). إن هذا قمة الإنسانية والعدل .
6ـ الناس يكرهون من لا ينسى الزلات:
الناس يبغضون من لاينسى زلاتهم ولايزال يُذَكِّر بها ويمُنّ على من عفا عنه, فالناس يكرهون ذلك الإنسان الذي يُذَكِّرُ الناس بأخطائهم ويعيدها عليهم مرةً بعد مرةٍ. والله عز وجل يقول:"والعافين عن الناس". ويقول الرسول r :"من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة " (15) فالذي يذكر ويعيد الخطأ يكره الناس الاجتماع به والارتياح إليه .

7ـ احذر من النقد المباشر:
الانتقاد لايحتاج إلى موهبةٍ خاصةٍ أو بذل نشاطٍ كبيرٍ, ففي وسع أي أحمقٍ أن يُشنِّع على رجلٍ ذي عبقرية وتميزٍ وأن يتهمه ويسخر منه. دعنا نحاول أن نفهم الأخرين ونتلمس لهم الأعذار حين تقصيرهم فهذا أمتع من النقد المباشر. فطبيعة البشر تأبى ذلك. نعم, قد ينفذ الشخص المنتقد المطلوب منه ولو كان الأسلوب مباشر وبنقدٍ حادٍ, ولكن لو كانت الطريقة ألطف كان ذلك أدعى للقبول. ولنا في رسول الله r أسوةً حسنةً, ومن ذلك ما ورد في قصة القوم الفقراء والذين جاؤوا وكانوا كلهم من مُضَر, وتأثر الرسول r لما لهم من الفقر فقام وخطب الناس, ثم قال:"تصدق رجلٌ من ديناره, من درهمه, من ثوبه, من صاع تمره" (16). ولم يقل تصدقوا ولم يعاتبهم على عدم الصدقة, فانظر النتيجة: جاء رجلٌ من الأنصار بِصُرّة كادت تعجز يده عن حملها , بل عجزت, وقدمها للرسولr فاستهل وجهه وقام الناس وتصدقوا فأصبح عنده كومة من الصدقات ,وفرح الرسول r فقال :" من سَنَّ في الإسلام سُنةً حسنةً ..." الحديث (17). وهكذا . فاحذر من النقد المباشر الذي لاتكسب منه سوى إيغار الصدور .
8ـ الفت النظر إلى الأخطاء تلميحاً وبكُلِّ لباقةٍ:
أنت وأنا والناس جميعا يكرهون أن ينتقدهم غيرهم إلا أننا جميعاً كثيراً ما نفعل أفعالاً تستدعي الانتقاد , فإذا وددت انتقاد الغير وكان هناك موجبٌ حقيقيٌ لذلك ,فكيف نفعل ؟.
لنا في رسول الله r وسلم قدوةً حسنةً, حينما قال لعبدالله بن عمرt:"نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل " فنجد أن الرسول r عالج الخطأ بكل لباقةٍ بل وقدم المدح والثناء قبل لفت النظر إلى الخطأ.
إن المقصود بالانتقاد والتوجيه هو إصلاح الغير مع ضمان عدم إثارة البغضاء في قلبه, ولهذا كان على المنتقد أن يلجأ إلى التلميح بما يراه ناقصاً, ولكن من طرفٍ خفيٍ.
9ـ تكلَّم عن أخطائك أولاً, وقدٍّم اقتراحات مهذبة:
إن افعل هذا، ولا تفعل ذاك لا تعطي نتيجةً طيبةً كقولك : (أليس من الأفضل أن تفعل هذا ؟) أو (أليس من الأفضل أن لا تفعل ذاك ؟) ذلك أن الأمر الجازم صعبٌ على النفس أن تتقبله, وحتى لو تقبله الرجل الذي توجه إليه الأمر فإن توجيهك ذلك له يُبقي في نفسه جرحاً غائراً يطول قبل أن يندمل , أما الاقتراح (المهذب) فهو مستساغٌ لا يشعر المرء تجاهه بغضاضةٍ فينفذه راضياً محتفضاً بعزته وتقدير نفسه.
قبل بضع سنوات, قرَّرَ مجلس إدارة شركة (جنرال إلكتريك) إقالة رئيس قسم الحسابات في الشركة وكان مهندساً كهربائياً عبقرياً طالما انتفعت به الشركة, لكنه لم ينجح في إدارة قسم الحسابات أيَّ نجاحٍ, وكانت الشركة تقدر للرجل فضله لكن تود كفَّ يده عن قسمٍ حيويٍّ فيها, فكيف تبلغه ذلك؟.
لقد اخترعت له منصب " المهندس المستشار للشركة " وجعلته عليه ثم سلمت إدارة القسم لشخصٍ آخر... فحاول دائماً أن تحفظ ماء وجه الآخرين.
10ـ لا تعامل الناس باستعلاء:
الناس يكرهون من يعاملهم باحتقارٍ و استعلاءٍ مهما كان هذا الإنسان. روى هارون بن عبد الله الجمال, فقال: ( جاءني أحمد بن حنبل بالليل ـ انظروا كيف يكون التصرف يريد أن يصحح خطأً! ـ، فدقَّ علي الباب، فقلت: من هذا ؟ فقال: أنا أحمد، ـ لم يقل: الشيخ أحمد ـ فبادرت وخرجت إليه فمساني و مسِّيته. فقلت: حاجة أبي عبد الله ؟ ( أي: ما حاجتك ؟), قال: شغلت اليوم قلبي. فقلت: بماذا يا أبا عبد الله ؟, قال: جُزتُ عليك اليوم وأنت قاعدٌ تُحدِّث الناس في الفيء (الظل) والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر. لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس). انظر كيف كانت النصيحة والذي يرويها ليس الإمام وإنما ذلكم الشخص المتأثر بالنصيحة!.
11ـ احترم آراء الآخرين، ولا تقُل لأحدٍ: أنت مخطئ:
حين تبدأ كلامك مع رجلٍ بأن تقول له: (( أنت مخطئ )) أو(( اسمع يا هذا: سأثبت بطلان ما تقول))، أو باللهجة العامية: ((ما عندك سالفة )), أتدري أنك في تلك اللحظة تعني: أنك أيها الرجل تعوزك براعتي و ينقصك ذكائي، قف أمامي ذليلاً لكي أدلك على الطريق الذي بلغه ذهني المتوقد وحكمتي الأصيلة؟ هذا هو المعنى بالضبط... فهل تقبل بأن يوجه إليك أحدٌ مثل هذا القول ؟ كلا طبعاً . إذن, فلماذا توجهه إلى الآخرين ؟
قال اللورد شستر فيلد في رسالته إلى ولده: (( يابني... كُن أحكم الناس إذا استطعت، ولكن لا تحاول أن تقول لهم ذلك )). فلماذا يسارع الواحد منا بنشر التأكيد والجزم وحتى في أمورٍ غامضةٍ، لمجرد الادعاء بالعلم، أو مناكفة الغير، أفتظن أن قولك: (( أنت مخطئ )) سيوصلك إلى نتيجةٍ مع من تحدثه بنفس القدر الذي يوصلك إليه قولك: (( قد أكون أنا مخطئا ))، فلنفتش عن الحقيقة. إن إقرارك باحتمال أن قولك غير مصيب لا يُضعف موقفك كما قد يُخيلُ إليك، فالسامعون يتأثرون بك وبنزاهتك وحبك للإنصاف ، أما من قابلته مباشرة بتخطئته فيصعب عليك إقناعه بالخطأ بعد ذلك, فهذه طبيعة النفس البشرية فهي تتأثر انعكاساً . فاحترم آراء الغير مهما كانت وصغرت, يحبك الناس ويتأثرون بشخصك, وأكبر دليلٍ على ذلك صبره e على جفاء الأعراب حين يخاطبوه, يدخل الرجل منهم مغضباً ويخرج وأسارير الرضا على وجهه .

# ( تقدير عواطف الآخرين وعدم جرح مشاعرهم ):
روى ابن إسحاق عن ابن عباس:tأن النبي r قال لأصحابه: ( إني قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أُخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي أحداً من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي أبا البَخْتَريّ بن هشام فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبدالمطلب فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرهاً). فقال أبو حذيفة بن عتبة: أنقتل آبائنا
وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس, والله لأن لقيته لألحمنه أو لألجمنه بالسيف. فبلغت رسول الله r فقال لعمر بن الخطاب: يا أبا حفص أيضرب وجه عمِّ رسول الله بالسيف, فقال عمر: يا رسول الله دعني فلأضرب عنقة بالسيف فوالله لقد نافق.
فكان أبو حذيفة يقول:ما أنا بآمنٍ من تلك الكلمة التي قلت يومئذٍ ولا أزال منها خائفاً. إلا أن تكفرها عني الشهادة، فقتل يوم اليمامة شهيداً. (الرحيق المختوم ص: 246)
12ـ الناس يحبون من يُصحح أخطائهم دون جرح مشاعرهم:
ويُضربُ مثلٌ في ذلك في أحد الكتب: أن شخصاً ألقى خطاباً ( محاضرةً ) في عددٍ كبيرٍ، ولكنها كانت طويلةٌ وفيها تفصيلٌ، فملّ الناس, ولما عاد المحاضر إلى منزله سأل زوجته, فقال: ما رأيكِ في المحاضرة ؟ قالت: هذا الموضوع يصلح مقالةً رصيفةً في مجلةٍ علميةٍ متخصصةٍ. وقد فهم المحاضر من كلام زوجته أن الموضوع لا يصلح للمحاضرة.
فإياك وقول: أنت لا تصلح لكذا ، أو أنت تصلح لغير ذلك .
13ـ اكسب الجدال بأن تتجنبه:
جاء في الحديث الصحيح: (( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً )) (18) .
إن حُبَّ الظهور في معظم الأحيان هو الدافع الأول إلى المجادلة, فأنت تود أن تعرض سعة اطلاعك وحُسن تنقيبك في الموضوع المطروح للجدال, ومثل هذا يُحسِّسُ الرجل الآخر الذي تجادله، فإذا قهرته بمنطقك السليم وفزت عليه، فإنه لن يعتبر ذلك إلا إهانةً منك، وجرحاً لكرامته، وهو قلّما يغفر لك ذلك. بهذا تكون قد اشتريت خصومته دون نفعٍ يصيبك من الشراء.
14ـ ابدِ للناس اهتمامك بهم أكثر من اهتمامك بنفسك:
الناس يحبون ذلك الإنسان الذي يهتم بهم، وبما يفكرون، وما الذي يشغل بالهم وحينما يتحدثون ينصت إلى حديثهم وينظر إليهم ويلخص ما يقولون ويناقشهم فيه.
15ـ كُن في حاجة الناس:
إن الناس يُقدِّرون من يسعى في حاجتهم ويشفع لهم, والرسول r يقول : ( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلمٍ ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولو أن تمشي مع أخيك في حاجته أحبُّ إليَّ من أن تعتكف شهراً ) . (19)
ولو أدرك العامل والموظف عظم هذا الحديث لأنهى المعاملات في وقتها.

16ـ قدِّم خدماتٍ للآخرين قبل أن يأمروك:
إن الناس يشيرون بالبنان لمن يعمل ويخدم ويقدم للآخرين لأنه يأسر قلوبهم بفعله, ويكفينا في ذلك قول النبي r : ( وعليَّ جمع الحطب ) .
17ـ نادِ الناس بأحب أسمائهم, وتعرَّف على أنسابهم:
كان r ينادي الناس بأحب أسمائهم, حتى الأطفال الصغار كان يكنيهم أحياناً ( يا أبا عمير ما فعل النغير ؟) وأبو عمير طفلٌ صغير .
"جيم فارلي" ما إن بلغ الأربعين من عمره حتى منحته أربع جامعاتٍ درجاتها الفخرية, وتم تعينه مدير البريد العام في الولايات المتحدة... فما سر نجاحه ؟؟ كان يتملك مقدرةً فائقةً على تذكُّر أسماء الناس. كان يلقى الرجل فيتعرف على اسمه الكامل, وأسماء أولاده وأهله المقربين, ويستفسر عن عمله, وميوله السياسية، ونزعاته الفكرية، ثم يختزن كل ذلك في ذاكرته حتى إذا التقى به ثانية سار الحديث بينهما وكأنه لم ينقطع عنه. فيسأله "جيم" عن أولاده وزوجته وأزهار حديقته, وفي لغة يشعر معها المسئول بقرابته الفعلية من قلب "جيم" وعواطفه. وهكذا إذا أردت أن يحبك الناس فاذكر أسماءهم لأن اسم الرجل هو من أقرب الطرق لكسبه.

18ـ أخلق في الآخر رغبةً جامحةً في أن يفعل ما تريد منه:
وهي أن تشعر الإنسان بمحبة الأمر حين تعطيه إياه وكان ذلك هو دأب الرسول r فكان يشوق الناس لما يأمرهم به, فلما أراد أن يُسيّر جيشاً قال: ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ) (20) فسار كلُّ فردٍ يتمنى ذلك.
إذا أراد إنسانٌ أن يصرف شخصاً عن طبع سيئ مثلاً فمن الخطأ أن يقف موقف المرشد الناصح في الوعظ، فتِّش عن رغبةٍ يود هذا الشخص بلوغها ثم اربط تلك الغاية بالإقلاع عن هذا الطبع السيئ, وستجده ينصرف عنه فعلاً؛ طمعاً في الوصول إلى الغاية لا تأثراً بصواب رأيك ابتداءاً. (ولا يُفهم من هذا التقليل من شأن الوعظ).
19ـ البراعة في الحديث:
إن الناس لا يريدون منك أن تتحدث عن تجاربك وخبراتك,فلهم خبرات أيضاً,وخير مُحدِّثٍ هو من يستمع بشغفٍ إلى الآخرين، اسأل مقابلك سؤالاً ودعه يتحدث في تخصصه، بذلك يشعر بالامتنان لك وتظفر بصداقته سريعاً، إذا أتحتَ له فرصة التحدث عن تجاربه وظللت مصغياً له باهتمامٍ، إن الاستماع المشغف هو أعلى ضروب الثناء الذي يمكن أن تضفيه على محدثك فالناس يحبون من يفتح لهم المجال لتحقيق ذواتهم .
20ـ قدّر غيرك تفز بتقديره لك:
إن التقدير من الغير غذاءٌ للنفس كما هو الطعام للجسد، بل إن النفس أرهف حساسيةً وأحلُّ شأناً؛ قد يصوم المرء وينقطع عن الطعام والشراب، أما عن حاجته إلى تقدير الغير له فلن يستطيع. إذاً... لماذا لا ندع الآخرين يختزنون في ذاكرتهم أنغاماً حلوةً وكلماتٍ محببةٍ عن تقديرنا لهم وشعورنا بأهميتهم ؟ .
21ـ تكلم فيما تظن أنه يسر محدثك:
إذا أردت إدخال السرور إلى قلوب الناس حدِّثهم فيما تظنهم يودون الاستماع إليه أولاً، وبذلك تستدرجهم إلى التحدث, والحديث الشيِّق اللذيذ فتصغي إليهم بشغف، ويعتبرونك محدثاً بارعاً تستطيع جلب مسرتهم.
22ـ امتدح الناس فيما يجيدونه:
اختر شيئاً جميلاً فيهم وحدثهم عنه ولن تُعدمَ ذلك الشيء الجميل. فالناس يختلفون ويتفاوتون، ولكنه لا يمكن إلا أن تجد شيئاً جميلاً في كل فردٍ منهم, فالناس يحبون أن تمدح الناحية الجميلة فيهم.
23ـ الناس يحبون الشكر والتشجيع:
وإن كان الأصل في المسلم أنه يعمل العمل ابتغاء رضا الله ولا ينتظر شكر الناس، ولكن ذلك طبعٌ في البشر وذلك لا بأس منه شرعاً. روى أحمد والترمذي: (( من لم يشكر الناس لا يشكره الله )) (21) .وكذلك قوله r :(( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فأكرم الأنصار والمهاجرة )) (22) .وكذلك حديث: (( من صنع إليكم معروفاً فكافئوه... )) الحديث.

# ( التشجيع يسر الآخرين ):
في روايةٍ أن سعد بن معاذ t قال لرسول الله r : (لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها ألا تنصرك إلا في ديارهم, وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم, فأضعن حيث شئت ، وصِل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخُذ من أموالنا ما شئت, واعطنا ما شئت, وما أخذت منا كان أحبَّ إلينا مما تركت, وما أمرت فيه من أمرٍ فأمرنا تبعٌ لأمرك, فوالله لئن سرت حتى تبلغ البَركَ من غمدان لنسيرنّ معك, و والله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك). فسُرَّ رسول الله r بقول سعدٍ ونشطّه ذلك, ثم قال:(سيروا و أبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين) . (الرحيق المختوم ص:232)
24ـ ابتسم للناس, يبتسمون لك :
إن قسمات الوجه خيرُ معبِّرٍ عن مشاعر صاحبه, فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلةٍ لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، قال r في الحث على البشر والتلاطف: (( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة )). (23)
25ـ تهادوا تحابوا:
الهدية قد تكون بسيطةً جداً في قيمتها ولكنها تُدخل سروراً وتُظهر مدى الاهتمامِ بالمهدى إليه, ففي حديث أبي هريرةt عن المصطفى r :((تهادوا تحابوا)) . (24)
26ـ دع الغير يظنُ أن الفكرة هي فكرته:
إذا أردت أن تكسب روح التعاون عند الآخرين فاجعل الشخص الآخر يحس أن الفكرة هي فكرته ؛ فالرجل العاقل إذا أراد أن بتصدر الناس جعل نَفْسَه خلفهم .
27ـ تفهَّم عواطف الآخرين، واستثر عواطفهم النبيلة:
كما أن لك عاطفة تسوقك في كثيرٍ من الأحيان إلى اتخاذ موقفٍ معينٍ، أو تبني رأيٍ خاصٍ, فإن للآخرين عواطف أيضاً، وكما يسرك بأن يراعي الآخرين عاطفتك، فإنهم يسرهم أن تراعي عواطفهم بنفس المقدار.
مهما بدا الناس عتاةً قساةَ القلوب أو لامنطقيين، فإن طبيعتهم الإنسانية هي التي تسود آخر الأمر، إنهم ضعفاء، إنهم يطلبون التعاطف معهم بل والعطف عليهم فإذا قلت لمحدثك:إني لا أوجه إليك اللومَ، إذ إنني سأفعل مثل ما فعلت، لو كنتُ مكانك. فإن هذا كفيلٌ بضمان انجذابه إلى جانبك، واستلالِ كل حقدٍ أو تصورٍ كان من الممكن أن ينشأ بينكما، إذا كنتما مختلفين على أمرٍ من الأمور.
إن استثارة العواطف النبيلة في قلوب الآخرين طريقةٌ ناجحةٌ تماماً في كسب الناس إلى وجهة نظرك، كما أنها لن تؤدي إلى مضرَّةٍ لو قُدِّر لها الفشل.
وخـتـامـاً:
ليس المقصود من هذا البحث أن تلُّمَ ببعض الحقائق العامة حول السلوك الإنساني، بل إن التطبيق العملي لتلك الحقائق والأساليب هو ما أبتغيه من كتابة البحث.
ولكن لمّا كان اكتساب العادة صعباً، نظل في حاجةٍ إلى يقظةٍ ذاتيةٍ ومحاسبةٍ دائمةٍ فاجعل من نفسك رقيباً على نفسك ، وجاهد نفسك ألا تميل مع التخاذل, وطبِّق ذلك مع أبيك, وأمك، وإخوانك، وأقربائك, وأصدقائك ؛ لأنهم ألصقُ الناس بك ومن ثم تتحول هذه الحقائق والأساليب إلى مهاراتٍ اجتماعيةٍ عملية .
* هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين.
(1) فن التعامل مع الناس ص: 6
(2) مختصر صحيح مسلم كتاب البر ﻭالصلة باب الأرﻭاح جنود مجندة، رقم الحديث 1772
(3) سلسلة الأحاديث الصحيحة عن أبي موسىt رقم الحديث 1630
(4) كلمات في التعامل ص: 25
(5) تقديم لفظ الجلالة (الله) المد فيه يوحي بالصدق ويدل عليه
(6) بالضغط على الحرف المشدد وهو حرف اللام في لفظ الجلالة (الله)
(7) فن التعامل ص: 8
(8) السلسلة الصحيحة وهو في الصحيحين بلفظ قريب
(9) رواه أحمد من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(10) صحيح الجامع الصغير من حديث سهل بن سعيد t
(11) فن التعامل مع الناس (( بتصرف )) ص: 13
(12) كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس(ص: 19)من الطائف عن هذا الكتاب: أني سمعت الشيخ عبدالله بن عقيل حفظه الله ينقل عن شيخه الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله أنه مدحه وأثنى عليه.
(13) رواه مسلم نص حديث أبي هريرة t
(14) البخاري من حديث أنس بن مالك t
(15) مسلم من حديث أبي هريرةt
(16) أحمد في مسنده من حديث المنذر بن جرير عن أبيه
(17) مسلم في صحيحه من حديث المنذر بن جرير عن أبيه
(18) رواه أبو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير وخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي أمامة t
(19) الطبراني في الكبير والصغير ومجمع الزوائد وكشف الخفاء من حديث ابن عمر t
(20) متفق عليه من حديث سلمة بن الأكوع t
(21) رواه أحمد من حديث أبي هريرة t، وقال الألباني صحيح الأسناد.
(22) متفق عليه من حديث سهل بن سعد t
(23) مسلم عن أبي هريرة t ، رقم1418
(24) حسنه الألباني ( إرواء الغليل ) وهو في الموطأ وغيره

كنوز الأسرار

اللهم صل على اشرف موجود ، وافضل مولود ، واكرم مخصوص ومحمود ، سيد سادات برياتك ، ومن له التفضيل على جملة مخلوقاتك ، صلاة تناسب مقامه وانصاره .
اللهم صل عليه ، وعلى جملة رسلك وانبيائك ، وزمر ملائكتك واصفيائك ، صلاة تعم بركاتها المطيعين من اهل ارضك وسمائك .
اللهم انى اعوذ بعلمك من جهلى ، وبغناك من فقرى ، وبعزك من ذلى ، وبحولك وقوتك من عجزى وضعفى ، واعوذ بك ان ارد الى ارذل العمر .
اللهم انى اعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، واعوذ برضاك من سخطك ، واعوذ بك منك ، لااحصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك .
اللهم انى اعوذ بك ، من منكرات الاخلاق والاعمال ، والاهواء والادواء والاراء .
اللهم يامن بيده خزائن السموات والارض ، عافنا من محن الزمان وعوارض الفتن ، فانا ضعفاء عن حملنا ، وان كنا اهلا لها ، فعافيتك اوسع لنا يا واسع يا عليم يا من بيده ملكوت كل شىء وهو يحير ولا يجار عليه . اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها ، واجرنا من خزى الدنيا وعذاب الاخرة .
اللهم اصلح لى دينى الذي هو عصمة امرى ، واصلح لى دنياى التى فيها معاشى ، واصلح لى اخرتى التى اليها معادى ، واجعل الحياة زيادة لى في كل خير ، واجعل الموت راحة لى من كل شر .
اللهم اجعل خير عمرى اخره ، وخير عملى خواتمه ، وخير ايامى يوم القاك فيه .
اللهم لا تجعل عيشى كدا ، ولا تجعل دعائى ردا ، ولا تجعلنى لغيرك عبدا ، ولا تجعل في قلبى لسواك ودا ، انى لا أقول لك ضدا ولا شريكا ولا ندا .
اللهم ارزقنى نفسا قانعة بعطائك ، موقنة بلقائك ، شاكرة لنعماتك ، محبة لاوليائك ، مبغضة لاعدائك .
اللهم وسع على رزقى في دنياى ، ولا تحجبنى بها عن اخراي ، واجعل مقامي عندك دائما بين يديك ، وبك ناظرا اليك ، وارنى وجهك الكريم ، ووارنى عن الرؤية وعن كل شىء دونك ، وارفع البين بينى وبينك ، يامن هو الاول والاخر ، والظاهر والباطن ، وهو بكل شىء عليم .
اللهم صل على سيدنا محمد كما أمرتنا ان نصلي عليه .اللهم صل على سيدنا محمد كما هو أهله .اللهم صل على سيدنا محمد كما تحب وترضى له .اللهم صل على روح سيدنا محمد في الارواح .اللهم صل على جسد سيدنا محمد في الاجساد .اللهم صل على قبر سيدنا محمد في القبور.
( ثلاث مرات )
اللهم صل على سيدنا محمد ، وعلى آل سيدنا محمد ، صلاة تكون لك رضاء ، وله جزاء ، ولحقه اداء ، واعطه الوسيلة والفضيلة ، والمقام المحمود الذي وعدته ، واجزه عنا ما هو اهله ، واجزه عنا افضل ما جازيت به نبيا عن قومه ، ورسولا عن امته ، وصل على جميع احوانه من النبيين والصالحين يا ارحم الراحمين - ( سبع مرات ) .
اللهم صل على سيدنا محمد ، وعلى اله واصحابه وازواجه وذريته واهل بيته ، عدد ما في علمك صلاة دائمة بدوام ملكك .
اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ، والرحمة للعالمين ظهوره ، عدد من مضى من خلقك ومن بقى ومن سعد منهم ومن شقى ، صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد ، صلاة لا غاية لها ولا منتهى ولا انقضاء ، باقية ببقائك الى يوم الدين ، وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك .
اللهم صل على سيدنا محمد الذي ملأ ت قلبه من جلالك وعينه من جمالك وعينه من جمالك ، فاصبح فرحا مسرورا ، مؤيدا منصور ، و على اله وصحبه وسلم تسليما والحمد لله على ذلك - (عشرة مرات ) .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله ، صلاة تزن الارضين والسموات ، وعدد مافى علمك ، عدد جواهر افراد كرة العالم ، واضعاف ذلك ، انك حميد مجيد .
اللهم صل على سيدنا محمد النبى الامى ، جزى الله عنا سيدنا محمدا ماهو اهله .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الكامل وعلى اله لانهاية لها كما لا نهاية لكمالك وعدد كماله .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد ، سيد الاولين والاخرين ، قائد الغر المحجلين ، السيد الكامل الفاتح ، الحاتم الحبيب الشفيع الرووف الرحيم ، الصادق الامين ، السابق للخلق نوره ، والرحمة للعالمين ظهوره ، عدد من مضى من خلقك ومن بقى ، ومن سعد منهم ومن شقى ، صلاة لا غاية لها ولا منتهى ، ولأ امد ولا انقضاء ، صلاة دائمة بدوامك باقية ببقائك ، وعلى اله وصحبه وازواجه وذريته واصهاره وانصاره وسلم تسليما مثل ذلك واجر يا مولانا خفى لطفك في امورنا كلها وأمور المسلمين .
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق ، والخاتم لما سبق ، ناصر الحق بالحق ، والهادى الى الصراط المستقيم وعلى اله حق قدره ومقداره العظيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله ، صلاة اهل السموات والارضين عليه ، واجر يا مولانا لطفك الخفى في امرى ، وارنى سر جميل صنعك فيما اومله منك يارب العالمين .
اللهم صل على سيدا محمد وعلى اله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته ، بحر أنوارك ومعدن أسرارك ، ولسان حجتك ، وأمام حضرتك ، وعروس مملكتك ، وطراز ملكك ، وخزائن رحمتك ، وطريق شريعتك ، المتلذذ بمشاهدتك ، إنسان عين الوجود ، والسبب في كل موجود ، عين أعيان خلفك ، المتقدم من نور ضيائك ، صلاة تحل بها عقدتى وتفرج بها كربتى ، صلاة ترضيك وترضيه بها عنا يا رب العالمين ، عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك ، وجرى به قلمك ، عدد الأمطار والأحجار ، والأقطار والأشجار ، وملائكة الجبار ، وجميع ما خلق مولانا من أول الزمان إلى أخره ، والحمد لله رب العالمين .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى اله وصحبه وسلم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ما اتصلت العيون بالنظر ، وتزخرقت الارضون بالمطر ، وحج حاج واعتمر ولبى وحلق ونحر ، وطاف بالبيت العتيق وقبل الحجر
اللهم صل وسلم وبارك وكرم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وأزواجه وذريته وأهل بيته عدد ما في علمك صلاة دائمة بدوامك .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، ميم المجد ، وحاء الرحمة ، وميم الملك ، ودال الدوام ، السيد الكامل الفاضل الفاتح الخاتم وعلى اله وأصحابه وأزواجه وذريته وسلم ، عدد ما هو في علمك كائن أو قد كان ، كلما ذكرك وذكره الذاكرون ، وكلما غفل عن ذكرك وذكره الغافلون ، صلاة دائمة بدوام ملكك ، باقية ببقائك ، لا منتهي لها دون علمك، إنك على كل شيء قدير.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله عدد نعماء الله الكريم وأفضاله.
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق والهادي إلى الصراط المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
اللهم صل على سيدنا محمد عدد خلق الله، مادام ملك الله، عدد ما في علم الله، وعلى آله وصحبه.
اللهم صل على سيدنا محمد، الحبيب الشفيق الرءوف الرحيم وعلى آله وصحبه.
الصلاة والسلام عليك وعلى آلك، والرضا عن أصحابك يا رسول الله عدد ما أحاط به علم الله مادام ملك الله.
اللهم صل على سيدنا محمد، الفاتح الطيب الطاهر، رحمة الله للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما.
اللهم صل على سيدنا محمد وآدم ونوح و إبراهيم وموسى وعيسى وما بينهم من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - (ثلاث مرات).
اللهم اجعل أفضل صلواتك أبدا، وأنمي بركاتك سرمدا، وأزكي تحياتك فضلا وعددا، وأثني سلامك أبدا، مجددا على أشرف الخلائق الإنسانية والجانية، ومجمع الحقائق الإيمانية ، وطور التجليات الإحسانية ، وشمس الشريعة النبوية، وطراز الحلة العرفانية، وناصر الملة الإسلامية، نبي الرحمة الذاتية، وعين العناية الربانية، ومهبط الأسرار الرحمانية ، وعروس الحضرة القدسية، وإمام الرسل والملائكة، وأمين المملكة البشرية، واسطة عقد النبيين، ومقدم جيش المرسلين، وقائد ركب الأنبياء المكرمين، وأفضل الخلق أجمعين، حامل لواء العز الأعلى، ومالك أزمة المجد الأسني، شاهد أسرار الأزل، ومشاهد أنوار السوابق الأول، وترجمن لسان القدم، ومنبع العلم والحلم والحكم، مظهر سر أسرار الوجود الجزئي والكلي، إنسان عين الوجود العلوى والسفلي، روح جسد الكونين وعين حياة الدارين، المتحقق بأعلى رتب العبودية، والمتخلق بأخلاق المقامات الاصطفائية، الخليل الأعظم، والحبيب الأكرم، والنبي المكرم، أفضل من توضأ وتيمم، وصلي وسلم، وبالعقيق تختم، إمام مكة وطيبة والحرم، نبيك العظيم، ورسولك الكريم، الهادي إلى الصراط المستقيم، سيدنا وحبيبنا وطبيبنا ونبينا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد الم طلب بن هاشم.
اللهم صل وسلك وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وأزواجه وذريته، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آلهم وصحبهم أجمعين، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك وذكره الذكرون، وكلما غفل عن ذكرك وذكره الغافلون، وسلم تسليما إلى يوم الدين كثيرا طيبا مباركا فيه، جزيلا جميلا دائما بدوامك، باقية ببقائك ، كما تحب أنت وترضى، ورضي الله عن الصحابة أجمعين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم، إنى أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا صلي الله عليه وسلم عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، إنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتبعدني من الخير، فإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا تؤديه إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد - (ثلاث مرات).
اللهم أنى أتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، يا سيدنا يا محمدا أنى أتوجه بك إلى ربك وربى أن ترحمني مما بي رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك - ( ثلاث مرات ) .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي هو ابهى من الشمس والقمر ، وصل وسلم و بارك على سيدنا محمد عدد حسنات أبى بكر وعمر ، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد نبات الأرض وأوراق الشجر - ( ثلاث مرات ) .
اللهم صل على سيدنا محمد حتى لا تبقى صلاة . اللهم وبارك على سيدنا محمد حتى لا تبقى بركة . اللهم وسلم على سيدنا محمد حتى لا يبقى سلام . اللهم وارحم سيدنا محمدا حتى لا تبقى رحمة . اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله ، صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل .
اللهم لك الحمد كما أنت أهله ، وافعل بي ما أنت أهله ، فانك أهل التقوى وأهل المغفرة .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد أفضل صلواتك عدد معلومات .
اللهم صل على سيدنا محمد كما هو أهله ومستحقه .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى كل نبي وولى عدد الشفع والوتر وعدد كلمات ربنا التامات المباركات .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك ، النبي الأمي ، وعلى خلقك ، ورضا نفسك ، وزنة عرشك ، ومداد كلماته .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وكلما سها عنه الغافلون .
اللهم صل ابدا افضل صلواتك على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك محمد واله وسلم تسليما وزده شرفا وتكريما وانزله المنزل المقرب عندك يوم القيامة .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد أفضل صلواتك عدد معلوماتك .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومدام كلماتك .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة دائمة بدوامك .
اللهم يا رب محمد صلي على سيدنا محمد وال محمد واجز محمدا صلى الله عليه وسلم ما هو أهله .
اللهم أنى أسالك بحقه عليك الذي اثبته ، وبقسمك بعمره الذي شرفته به وفضلته ، وبمكانه منك الذي خصصته واصطفيته به ، أن تجازيه عنا لفضل ما جزيت به نبيا عن أمته ، وتوتيه من الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة فوق امنيته ، وتعظم عن يمين العرش نوره بما نورت به من قلوب عبيدك ، وان تضاعف في حظيرة القدس حبوره ، بما قاسى من الشدائد في الدعاء إلى توحيدك وان تجدد عليه من شرائف صلواتك ولطائف بركاتك وعوارف تسليمك وكراماتك ما تزيده به في عرصات القيامة اكراما وتعلية به في عليين مستقرا ومقاما .
اللهم واطلق لسانى بإبلاغ الصلاة عليه والتسليم ، واملا جنانى من حبه وتوفيه حقه العظيم ، واستعمل اركانى بأوامره ونواهيه ، في النهار الوضح والليل البهيم ، وارزقني من ذلك ما يبوئنى جنات النعيم ويشعرنى رحماك وفضلك العميم ، ويقربنى إليك زلفى في ظل عرشك الكريم ، ويجلنى دار المقامة من فضلك ، ويزحزحنى عن نار الجحيم ، وتعطينى شفاعته يوم العرض ، وتوردنى مع زمرته على الحوض ، وتؤمنني يوم الفزع الأكبر ، يوم تبذل الأرض غير الأرض ، وارفعني معه في الرفيق الأعلى ، واجمعني معه في الفردوس وجنة المأوى ، واقسم لي أوفر حظ من كأسه الأوفى ، وعيشه الهنى الاصفى ، واجعلني ممن شفى غليله بزيارة قبره وتشفى ، واناخ ركابه بعرصات حزبك وحزبه قبل أن نتوفى .
والسلام الاحفل الأكمل مرددا ، اربى على القطر كثرة وعددا ، عليك منى يا نبى الهدى المنقذ من الردى ، يناوب ضريحك المقدس سرمدا ، ويصعد إلى عليين مع روحك صعدا ، ويمده رضوان الله ورحماه مددا ، ما تطارد الجديدان وتطاول المدى ، ورحمة الله وبركاته ابدا ، تحية ادخرها عندك عهدا وموعدا ، واعدها أن شاء الله تعالى لعقبات الصراط معتمدا ، وفى غرفات الفردوس معهدا واخص باثرها الجليسين ضجيعيك في تربك ، واخص الناس في محياك ومماتك بقربك ، وكافة المهاجرين والأنصار ، وعامة اصحابك ، الذين عزروك وايدوك ونصروك وكان بعضهم لبعض ظهيرا ، والطيبين ذريتك ، والطاهرات أمهات المؤمنين أزواجك ، وأهل بيتك الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا والحمد لله رب العالمين .